دفتر سير الدرويش
ترجمة:
عبد الله اسماعيل أوغلو
دفتر سير الدرويش هو الخطوة الثانية في مسار العارفين، والكتاب الثاني من الثلاثية الصوفية: دفتر صفا الدرويش، دفتر سير الدرويش، ودفتر سما الدرويش. إنه ليس مجرد كتاب، بل دليلٌ عمليٌ للسالك، يكشف آلية ترقية الحواس، ويبين كيف يعبر الصوفي من مقام إلى مقام، ومن حبٍّ إلى حب، متدرجًا في مدارج الروح، من السلام إلى التأمل، ومن الفكر إلى الفناء.
كيف يمزّق السالك رداء الجسد، ويتحرر من قيود البشرية ليبلغ الصفاء؟ كيف ينصهر الحب في نار العشق الإلهي، حتى يحترق العاشقون في كل نفس، شهداءً للحق؟ التصوف ليس فكرة تُقرأ، بل تجربة تُعاش، ولن يصبح المريد صوفيًا إلا بالممارسة.
«القلب بركة ماء، لكنه يخفي طريقًا سريًا إلى البحر»
«إن ارتديت ثياب النيران، فلن تحترق أبدًا»
ارفع الحجاب عن بصيرتك، فالله ظاهرٌ للعيان، لكننا نحن الذين لا نرى. ألقِ فراشة الجسد في ضوء الشمعة، دع نار الصفاء تلتهم لغة الأوراق، وكن قطرةً تُلقى في المحيط. أنصت للهمس الإلهي، ذاك الذي أبكى السحابة فأمطرت.
أخي، تعال إلى هنا... واغسل عقلك بقلبك.